كتب د. عبد الرحيم ريحان
يجمع المؤرخون والباحثون على أن القديس مرقص الإنجيلى ST. MARK هو أول من أدخل المسيحية إلى مصر خلال القرن الأول الميلادى فهو يعد ضمن السبعين رسولاً الذين تفرقوا فى أنحاء البلاد للدعوة للدين الجديد ولقد جاء القديس مرقص إلى الإسكندرية مع القديس بطرس بعد منتصف القرن الأول الميلادى بقليل
واختلفت الآراء حول السنة التى وفد فيها هذا القديس إلى مصر خلال القرن الأول الميلادى وذكرت بعض المراجع أن وفاته كانت عام 55مواستقر فى الإسكندرية وشرع فى غرس بذور المسيحية بعد رحيل بطرس إلى روما واستشهد القديس مرقص يوم 25 إبريل عام 63مويذكر د.فتحى خورشيد أن وفاة القديس مرقص كانت فى عيد الفصح 26 أبريل عام 68م .
واختلفت الآراء فى تحديد المكان الذى نفذت منه المسيحية إلى مصر، فيرى البعض أن قرب مصر من فلسطين جعلها فى طليعة البلاد التى تسرب إليها الدين الجديد خلال القرن الأول الميلادى وأخذ ينتشر خفية هناك لاسيما فى الإسكندرية والوجه البحرى والبعض يرى أن سيناء من المناطق التى دخلت منها المسيحية لمصر وفريق يرى أن جنوب مصر كان المعبر لدخول المسيحية إلى جنوب مصر ثم انتشرت فى كل أرجاء مصر.
وفريق آخر يرى أن الإسكندرية هيأت لها الظروف الجغرافية أن تكون من أكبر الموانئ فى شرق البحر المتوسط خلال القرن الأول الميلادى فكان يفد إليها الناس دوماً من آسيا الصغرى وسوريا ومنها نفذت المسيحية إلى مصـر ، وأسس القديس مرقص أول كنيســة بمصر فى الإسكندرية فى منطقة بوكوليا ومنها بدأ يطلق دعوته الجديدة وكان انتقال المسيحية من الإسكندرية أمرًا ميسورًا وكان المبشرون بها من التجار والملاحين كما حمل الجنود العقيدة الجديدة إلى حدود الإمبراطورية وأطرافها ، ومن الإسكندرية انتقلت المسيحية لمصر السفلى والعليا بعد أن أصبحت الإسكندرية أول مركز تتأصل فيه تعاليم الديانة الجديدة