كتب : عبير المعداوي
رسالتي قصيرة مقتضبة إنها حول أهمية الخلق الحسن و حسن المعاملة مع الناس ، سواء كنت تتعامل مع شخص غريب عنك أم كريم ... فالأخلاق يا عزيزي لا تتجزاء هي ثوبا واحدا كاملا ، إن تمكنت منها رفعتك و ان أهدرتها أسقطتم ... المعاملة الحسنة من العمل الصالح و لا يقدمها غير الانسان المؤمن الواثق بربه الموجود ، الذي يمتلك العقيدة الصحيحة الوسطية التي تنادي بأن الارض للجميع و الكون كل الألوان ، و لا واحد غير
الرب المعبود خالق الديانات السماوية ، و ما نزلت الرسالات و الديانات إلا كي تسهل حياة الناس و يقومون بالواجب المفروض عليهم ألا و هو عبادة الخالق .. و كذلك كي تحافظ على الانسان " روحه و جسده و ممتلكاته و شرفه و عرضه و حريته و دينه و وطنه "
الديانات نزلت كي نعيش بأمان و سلام مع المختلفين عنا في العقيدة ،في اللون،في النوع،في الجنسية ،في الثقافة ،في الأخلاق ، في التربية ، كان علينا أن نفهم أن حسن الخلق هو من سيفتح أشرعة السلام الاجتماعي و لهذا حرص الدين المسيحي و الاسلامي على ضرورة حسن المعاملة و المسامحة و التعايش بسلام الأخلاق المتحابة
انظر ما جاء في المسيحية
[ اهتم بعمل الخير حسب قوتك من اجل الله، لا سيما مع المسيئين إليك ومبغضيك، لكي تغلب الشر الذي فيهم من نحوك. ]
البابا أثناسيوس الرسولي
و مما جاء في الاسلام
فقد قال الله تعالى: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
[البقرة: 195].
عزيزي القارىء لن أحدث كثيرا عن أهمية الأخلاق الطيبة و ضرورتها في حياتك لكن سأوصيك بأمرين ؛
اولا إياك و العصبية لانها مفتاح الشيطان للغضب و السيطرة على عقلك و أعصابك و بالتالي هدؤك و بصيرتك و سوف تذهب عنك اللين و البساطة و يتهجم وجهك و لن يألف معك قريب أم بعيد و تحدث لنفسك الكراهية و البغضاء
أما الامر الثاني
لا تكثر الكلام فيما قيل و قال ، ان كثرة الكلام تسبب الأخطاء و هنا تدخل في التنمية و الفتنة و البغض و حديث النفس الشيطانيه التي ستأخذه حيث يريد الشيطان و سوف تجلب لك المتاعب و المشاكل مع الناس
صدقا ان العصبية و كثرة الكلام هما أولى خطوات السلوك السيء و الأخلاق الرديئة و هما من يفتحان بوابة الجحيم لأي انسان سواء كان قريب أم غريب من بني دينك أم مختلف عنك ، صديق أم عدو ...استمع كثيرا لتعاليم الأديان لان فيها الهدى الاخلاقي الذي تحتاجه في حياتك ، هذه رسالتي اليك و الى نفسي كي نعيش معا في سلام مجتمعي