كتب د. كمال سيف
تعد مدينة بلبيس من أقدم مدن مصر وكانت في العصور الأولى لمصر مدخلا ومعبرا للوافدين عليها، تقع المدينة بمحافظة الشرقية التي تعتبر البوابة الشرقية لمصر، ومهبط العديد
من الأنبياء والصحابة والزعماء والقادة التاريخيين، كانت بداية الفتح الإسلامي لمصر من مدينة بلبيس، حيث وصل عمرو بن العاص مدينة بلبيس ودارت المعركة بين المسلمين والرومان، وسميت معركة بلبيس، وعقب انتهاء هذه المعركة تم بناء مسجد، سمي هذا المسجد باسم: " مسجد سادات قريش "، نسبة إلى قريش وهي القبيلة التي ينتسب إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يطلق عليه مسجد الشهداء، وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريما لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله فى معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر .
ويعتبر مسجد سادات قريش هو المسجد الخامس عشر في الترتيب على مستوى العالم، ويعد من أهم المعالم الإسلامية البارزة، كما يعتبر أقدم الجوامع بمصر .
يذهب بعض المؤرخين إلى الاعتقاد بأن هذا المسجد هو أول مسجد بنى فى مصر وأفريقيا قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط ومسجد الرحمة فى الإسكندرية .
واشترك في تحديد القبلة عدد خمس وعشرون صحابيا، وتعتبر القبلة الرئيسية فى مصر وأقدم قبلة بعد المساجد الثلاث -المسجد الحرام والأقصى وقباء- ويعتبر مسجد السادات أول مسجد بني في قارة أفريقيا .
والمسجد مستطيل الشكل يحتوى على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتبلغ مساحته حوالي ثلاثة آلاف متر مربع، وقد تم ترميم المسجد في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون وأطلق عليه جامع المأمون، وحتى الآن والمسجد أثر يقصده الكثيرين ويتوافد عليه الآلاف من أبناء مركز بلبيس لتأدية الصلاة فيه فى شهر رمضان الكريم .