بقلم الاستاذ الدكتور ؛ محمد فتحي المعداوي
مقدمة التحرير
كثيرون لا يعرفوا أن الدين الاسلامي ،دين حياة راقية و حضارة بازغة
عندما جاء الاسلام علم الدنيا سلوكيات مهذبة تحسن من أخلاقه و تصرفاته و تعاملاته في المجتمع
في البحث الحالي يقدم مجموعة من مقالات مسلسلة لدراسة حول الآتيكيت في الاسلام و تقديم صورة إنسانية دينيه حضارية مختلفه تطرح لأول مرة في الاعلام العالمي و العربي يقدمها العالم الكبير الاستاذ الدكتور محمد فتحي المعداوي، البحث تناول معاني و مفاهيم عن الاتيكيت و دراسة مستفيضة من القران الكريم و الأحاديث الشريف ، و ما تم تطبيقه عبر العصور اثناء فترة الحضارة الاسلامية .
لمحة في تاريخ البروتوكول والإتيكيت :
كلمة بروتوكول كلمة إنجليزية تعنى وفقا لما ورد فى قاموس أكسفورد : قواعد السلوك وأصول المجاملات ، كما تطبق فى المناسبات الدبلوماسية . •
وأصل الكلمة فى اليونانية صفحة السجل أو ما يحتويه السجل .
• كلمة إتيكيت
كلمة فرنسية تعنى البطاقة التى تلصق على طرد أو زجاجة لتوضح محتوياتها .
• ثم استخدمت هذه الكلمة ) إتيكيت ( للدلالة على البطاقات التى كانت توزع على المدعوين فى القصور الملكية فى فرنسا للتقيد بالتعليمات المدرجة عليها فى حضرة الملك وكبار رجال الحاشية من أمراء ووزراء وكذلك فى المآدب والحفلات الرسمية .
• وهكذا أصبحت كلمة إتيكيت تعنى مجموعة الآداب الاجتماعية التى يلتزم بها الأفراد فى تعاملاتهم . • أما كلمة ) مراسم ، و تشريفات ( فهى مصطلحات عربية • تطلق على مجموعة القواعد والإجراءات التى تتبع فى العلاقات المتبادلة بين المؤسسات، أوالتى تسير العلاقات الدولية في البلاد العربية • في الدولة الأموية ، الكثير من المراسم المتعلقة بشتى امور الدولة والحكام والوزراء في العصر العباسي ،، وضع الجاحظ كتاب“ التاج في أخلاق الملوك ” يحتوي :
1. قواعد الدخول على الملوك وتحيتهم ومجالسهم
2. تصرف الضيوف على المائدة
3. مجالس الملك وامارات الذهاب منه
4. آداب رسول الملك ، واستقبال الملوك للناس في الأعياد في العصر الفاطمي
• ظهر للمؤرخ العالم ” تقي الدين المقريزي ” ، كتاب ” اتعاظ الخلفاء بأخبار الأئمة الفاطميين ” يتحدث فيها عن :
1. تقاليد الملوك في المناسبات المختلفة
2. مراسم خروج الملك لأداء صلاة الجمعة والعيدين . في الدولة المملوكية ،وضع أبو العباس القلقشندي ، رئيس ديوان الانشا كتاب ” صبح الأعشى في صناعة الانشا ” وهو كتاب مراسم ما يعرف الآن باختصاصات ديوان كبير الأمناء .
في الأندلس ،وضع ابن عبد ربه كتاب ” العقد الفريد ” تناول فيه ، أصول الأخلاق وقواعد المراسم المختلفة المفاهيم العامة للبروتوكول والمراسم والإتيكيت الحضارة هي السلوك ، ويقاس مدى تقدم الإنسان بحسن تصرفه فى الأماكن العامة ، وأكثر الأماكن التى يلتقي فيها الناس ويكون سلوكهم محسوبا لهم أو عليهم هى الحفلات ودعوات الاجتماعات ، وفى الجلسات العامة ، فكيف يتصرف الإنسان فى هذه الأماكن ، من يدعو ، وكيف يستقبل ضيوفه ، وكيف يقوم بتعريفهم ببعضهم البعض ، وما هى موضوعات الحوار التى يجب أن تتم بين المدعوين . وبالنسبة للضيف والضيفة فى الأماكن العامة ، كيف يتصرفان ، ماذا يلبسان؟ وماذا يطلب كل منهما ، وماذا يفعل على المائدة ، ما هو الصحيح ، وما هو الخطأ فى تصرفات الناس مع هذه اللقاءات من حيث :
التحية والمصافحة – آداب الجلوس – آداب التدخين – الضحك والابتسامة – آداب الحديث – آداب المائدة – آداب معاملة الإنسان والسيدات وغيرها الكثير .
من هنا تظهر أهمية كلمة " الإتيكيت " وهو فن الخصال الحميدة أو فن إرضاء الآخرين ، وذلك للتعرف على ما يجب عمله من سلوك حضاري يترك أثرا حسنا فى نفوس الآخرين .
وعلى ذلك فسوف نتناول فى الصفحات القادمة عرض مبسطا لكل ما يتعلق بقواعد الإتيكيت والبروتوكول لنجيب فيها عن كافة الأسئلة السابقة لتكون عونا للمشتغلين فى مجال العلاقات العامة ومكاتب الاستقبال وكل المهتمين بهذا الفن الرفيع الذي نحتاجه فى حياتنا اليومية والخاصة .
تمهيد :
تعد قواعد المراسم والبروتوكول من أقدم قواعد التعامل بين البشر ، وقد تضمنت مراحل تطور هذه القواعد العديد من الأسس التى كانت محل احترام الأمراء ورجال الحكم والسياسة عبر حلقات التاريخ الإنساني الطويل .
وقد يعتقد البعض أن هذه ما هى إلا مجموعة من القيود التى فات زمانها ، أو إنها تراث يذكر فى كتب التاريخ ويوضع على أرفف المتاحف ... ولكن هذا الاعتماد يشوبه الكثير من الخطأ والتجاوز لأنها – أى قواعد المراسم – ما زالت باقية ، وستظل باقية ما بقيت الحياة والتواصل بين البشر .
وجدير بالذكر أن قواعد وآداب المراسم والبروتوكول بلغت فى عصرنا الحالي مبلغا هاما ، ليس على مستوى التعاملات الرسمية أو السياسية فحسب ، ولكنها أصبحت ذات أهمية قصوى لكافة تعاملات البشر ، وشملت جميع مرافق الحياة ، وأن تلك الآداب لم تعد حكرا على مجتمع أو فئة خاصة ، بل هى عبارة عن تفاعل وإفرازات لتجارب بشرية طويلة وهى باختصار آداب الحياة فى الشرق والغرب .
ومن الصعب الإدعاء أن قواعد المراسم أو البروتوكول توجد فى الكتب والمراجع ، وعلى من يرغب أن يحيط بها ويتعلمها أن يقرأ هذه الكتب ، لأن مجرد القراءة لا يكفى للإلمام بها ، أو القدرة على تطبيقها . ذلك لأنها فى الأساس تطبيق وممارسة وخبرة مكتسبة ، وتراكم للتجربة والخطأ . وباختصار نريد القول بأن قواعد المراسم أو البروتوكول والإتيكيت ما هى إلا ممارسة طويلة ، وعمل عن حب ورغبة وأصالة وخلق رفيع قبل أن تكون قواعد تحفظ ونظريات تنظر . البروتوكول ... المراسم ... التشريفات ...
الإتيكيت .. :
كثير ما تختلط ) المراسم ، والتشريفات ( و) البروتوكول ( و) الإتيكيت
(فى حديثنا .. فهل يوجد بينها فرق فى المعنى أو الدلالة ؟ الأصل أن كلمة بروتوكول كلمة إنجليزية ، تعنى وفقا لما ورد فى قاموس أكسفورد :
قواعد السلوك وأصول المجاملات ، كما تطبق فى المناسبات الدبلوماسية .
وقواعد البروتوكول هى النظام والاحترام والذوق فى التعامل بين الأفراد والجماعات أو بمعنى آخر هو فن السلوك المهذب ، والتصرف الراقي .
بينما كلمة إتيكيت كلمة فرنسية تعنى البطاقة التى تلصق على طرد أو زجاجة لتوضح محتوياتها . واصل الكلمة الفعل أى عنوان البطاقات ) قاموس كنز الطالب ( ثم استخدمت هذه الكلمة ) إتيكيت ( للدلالة على البطاقات التى كانت توزع على المدعوين فى القصور الملكية فى فرنسا للتقيد بالتعليمات المدرجة عليها فى حضرة الملك وكبار رجال الحاشية من أمراء ووزراء وكذلك فى المآدب والحفلات الرسمية .
وهكذا أصبحت كلمة إتيكيت تعنى مجموعة الآداب الاجتماعية التى يلتزم بها الأفراد فى تعاملاتهم . أما كلمة ) مراسم، و تشريفات ( فهى مصطلحات عربية، تطلق على مجموعة القواعد والإجراءات التى تتبع فى العلاقات المتبادلة بين المؤسسات، أو التى تسير علاقات الدول وممثليها .
الإتيكيت الإسلامي يعتقد البعض أن قيم البروتوكول والإتيكيت، هي أصلا قيم أوربية، لا علاقة لها بالقيم الإسلامية، وهم يعتقدون أنه خلاصة القيم الأجنبية، والتي غالبا تشمل في مجموعها، ما حرمه الدين الإسلامي، لكن الحقيقة غير ذلك مطلقا .
فماذا لو اطلعنا على بعض آيات الذكر الحكيم ، كما يلي :
• ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ”
• ” يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ”
• ” وإنك لعلى خلق عظيم ”
وما أرسلناك إلا رحمة للعلمين ”
• ” وأنه أضحك وأبكى ”
• "و َلا تَ ْستَوي ا ْل َح َسنَةُ و َلا ال َّسيّئَةُ ۚ ا ْدفَ ْع بال َّ ِتي ِهي أَ ْح َس ُن فَإذَا ال َّ ِذي بَ ْينَ َك وبَ ْينَهُ َعدَاوةٌ ََ ِ َ ِ ِ َ ِ َ َ َك أ ن َّ ه ُ َو ِل ٌّي َح ِم ي ٌم "
أيضا، لو راجعنا بعض أحاديث المصطفى صلوات الله عليه :
• ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ”
• ” أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا “
• ” إذا التقيتم فابدؤوا السلام قبل الكلام ، فمن بدأ بالكلام فلا تجيبوه ”
• يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير ، والصغير على الكبير ”
• "استوصوا بالنساء خيرا"
• في الحديث الشريف :
تبسمك في وجه أخيك صدقة .
ومن التراث الأدبي العربي، قال شاعر النيل حافظ إبراهيم :
• إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
من الخطأ الجسيم أن نحاصر قواعد اللياقة والإتيكيت، في بعض السوكيات التي ترفضها القيم الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، مثل بعض السلوكيات والمشروبات، التي ترفضها القيم الديتية والاجتاعية وأيضا الصحية .
كما أن هناك خطأ شائع أن قيم البروتكول والإتيكيت هي نتاج السلوك الاجتماعي الغربي فن المراسم كان موجودا في مصر القديمة ، • فمن النقوش الموجودة على جدران المعابد، وبعض المخطوطات :
1. مقابلة فرعون مصر لكبير الكهنة
2. استقبال الضيوف الرسميين للدولة
3. اجراءات تشييع جنازة ملك او وزير
• في الدولة الأموية ، الكثير من المراسم المتعلقة بشتى امور الدولة والحكام والوزراء.
• في العصر العباسي، وضع الجاحظ كتاب“ التاج في أخلاق الملوك ” يحتوي :
1. قواعد الدخول على الملوك وتحيتهم ومجالسهم
2. تصرف الضيوف على المائدة
3. مجالس الملك وامارات الذهاب منه
4. آداب رسول الملك، واستقبال الملوك للناس في الأعياد في العصر الفاطمي
• ظهر للمؤرخ العالم ” تقي الدين المقريزي ” ، كتاب ” اتعاظ الخلفاء بأخبار الأئمة الفاطميين ” يتحدث فيها عن :
1. تقاليد الملوك في المناسبات المختلفة
2. مراسم خروج الملك لأداء صلاة الجمعة والعيدين .
في الدولة المملوكية، وضع أبو العباس القلقشندي، رئيس ديوان الانشا كتاب ” صبح الأعشى في صناعة الانشا ” وهو كتاب مراسم ما يعرف الآن باختصاصات ديوان كبير الأمناء. في الأندلس، وضع ابن عبد ربه كتاب ” العقد الفريد ” تناول فيه، أصول الأخلاق وقواعد المراسم المختلفة الخلاصة
مفهوم الاتيكيت يختص بالسلوك الفردي الاخلاقي القويم
مفهوم البرتوكول ، المراسم ، التشريفات يختص بالسلوك الاخلاقي الدولي القويم
تنويه
الدراسة و البحث من تأليف الباحث البروفسير الاستاذ الدكتور محمد فتحي المعداوي
و هي تنشر لأول مرة حصريا على مجلة كاسل الرسالات السماوية
كل حقوق الملكية الفكرية محفوظة
وأصل الكلمة فى اليونانية صفحة السجل أو ما يحتويه السجل .
• كلمة إتيكيت
كلمة فرنسية تعنى البطاقة التى تلصق على طرد أو زجاجة لتوضح محتوياتها .
• ثم استخدمت هذه الكلمة ) إتيكيت ( للدلالة على البطاقات التى كانت توزع على المدعوين فى القصور الملكية فى فرنسا للتقيد بالتعليمات المدرجة عليها فى حضرة الملك وكبار رجال الحاشية من أمراء ووزراء وكذلك فى المآدب والحفلات الرسمية .
• وهكذا أصبحت كلمة إتيكيت تعنى مجموعة الآداب الاجتماعية التى يلتزم بها الأفراد فى تعاملاتهم . • أما كلمة ) مراسم ، و تشريفات ( فهى مصطلحات عربية • تطلق على مجموعة القواعد والإجراءات التى تتبع فى العلاقات المتبادلة بين المؤسسات، أوالتى تسير العلاقات الدولية في البلاد العربية • في الدولة الأموية ، الكثير من المراسم المتعلقة بشتى امور الدولة والحكام والوزراء في العصر العباسي ،، وضع الجاحظ كتاب“ التاج في أخلاق الملوك ” يحتوي :
1. قواعد الدخول على الملوك وتحيتهم ومجالسهم
2. تصرف الضيوف على المائدة
3. مجالس الملك وامارات الذهاب منه
4. آداب رسول الملك ، واستقبال الملوك للناس في الأعياد في العصر الفاطمي
• ظهر للمؤرخ العالم ” تقي الدين المقريزي ” ، كتاب ” اتعاظ الخلفاء بأخبار الأئمة الفاطميين ” يتحدث فيها عن :
1. تقاليد الملوك في المناسبات المختلفة
2. مراسم خروج الملك لأداء صلاة الجمعة والعيدين . في الدولة المملوكية ،وضع أبو العباس القلقشندي ، رئيس ديوان الانشا كتاب ” صبح الأعشى في صناعة الانشا ” وهو كتاب مراسم ما يعرف الآن باختصاصات ديوان كبير الأمناء .
في الأندلس ،وضع ابن عبد ربه كتاب ” العقد الفريد ” تناول فيه ، أصول الأخلاق وقواعد المراسم المختلفة المفاهيم العامة للبروتوكول والمراسم والإتيكيت الحضارة هي السلوك ، ويقاس مدى تقدم الإنسان بحسن تصرفه فى الأماكن العامة ، وأكثر الأماكن التى يلتقي فيها الناس ويكون سلوكهم محسوبا لهم أو عليهم هى الحفلات ودعوات الاجتماعات ، وفى الجلسات العامة ، فكيف يتصرف الإنسان فى هذه الأماكن ، من يدعو ، وكيف يستقبل ضيوفه ، وكيف يقوم بتعريفهم ببعضهم البعض ، وما هى موضوعات الحوار التى يجب أن تتم بين المدعوين . وبالنسبة للضيف والضيفة فى الأماكن العامة ، كيف يتصرفان ، ماذا يلبسان؟ وماذا يطلب كل منهما ، وماذا يفعل على المائدة ، ما هو الصحيح ، وما هو الخطأ فى تصرفات الناس مع هذه اللقاءات من حيث :
التحية والمصافحة – آداب الجلوس – آداب التدخين – الضحك والابتسامة – آداب الحديث – آداب المائدة – آداب معاملة الإنسان والسيدات وغيرها الكثير .
من هنا تظهر أهمية كلمة " الإتيكيت " وهو فن الخصال الحميدة أو فن إرضاء الآخرين ، وذلك للتعرف على ما يجب عمله من سلوك حضاري يترك أثرا حسنا فى نفوس الآخرين .
وعلى ذلك فسوف نتناول فى الصفحات القادمة عرض مبسطا لكل ما يتعلق بقواعد الإتيكيت والبروتوكول لنجيب فيها عن كافة الأسئلة السابقة لتكون عونا للمشتغلين فى مجال العلاقات العامة ومكاتب الاستقبال وكل المهتمين بهذا الفن الرفيع الذي نحتاجه فى حياتنا اليومية والخاصة .
تمهيد :
تعد قواعد المراسم والبروتوكول من أقدم قواعد التعامل بين البشر ، وقد تضمنت مراحل تطور هذه القواعد العديد من الأسس التى كانت محل احترام الأمراء ورجال الحكم والسياسة عبر حلقات التاريخ الإنساني الطويل .
وقد يعتقد البعض أن هذه ما هى إلا مجموعة من القيود التى فات زمانها ، أو إنها تراث يذكر فى كتب التاريخ ويوضع على أرفف المتاحف ... ولكن هذا الاعتماد يشوبه الكثير من الخطأ والتجاوز لأنها – أى قواعد المراسم – ما زالت باقية ، وستظل باقية ما بقيت الحياة والتواصل بين البشر .
وجدير بالذكر أن قواعد وآداب المراسم والبروتوكول بلغت فى عصرنا الحالي مبلغا هاما ، ليس على مستوى التعاملات الرسمية أو السياسية فحسب ، ولكنها أصبحت ذات أهمية قصوى لكافة تعاملات البشر ، وشملت جميع مرافق الحياة ، وأن تلك الآداب لم تعد حكرا على مجتمع أو فئة خاصة ، بل هى عبارة عن تفاعل وإفرازات لتجارب بشرية طويلة وهى باختصار آداب الحياة فى الشرق والغرب .
ومن الصعب الإدعاء أن قواعد المراسم أو البروتوكول توجد فى الكتب والمراجع ، وعلى من يرغب أن يحيط بها ويتعلمها أن يقرأ هذه الكتب ، لأن مجرد القراءة لا يكفى للإلمام بها ، أو القدرة على تطبيقها . ذلك لأنها فى الأساس تطبيق وممارسة وخبرة مكتسبة ، وتراكم للتجربة والخطأ . وباختصار نريد القول بأن قواعد المراسم أو البروتوكول والإتيكيت ما هى إلا ممارسة طويلة ، وعمل عن حب ورغبة وأصالة وخلق رفيع قبل أن تكون قواعد تحفظ ونظريات تنظر . البروتوكول ... المراسم ... التشريفات ...
الإتيكيت .. :
كثير ما تختلط ) المراسم ، والتشريفات ( و) البروتوكول ( و) الإتيكيت
(فى حديثنا .. فهل يوجد بينها فرق فى المعنى أو الدلالة ؟ الأصل أن كلمة بروتوكول كلمة إنجليزية ، تعنى وفقا لما ورد فى قاموس أكسفورد :
قواعد السلوك وأصول المجاملات ، كما تطبق فى المناسبات الدبلوماسية .
وقواعد البروتوكول هى النظام والاحترام والذوق فى التعامل بين الأفراد والجماعات أو بمعنى آخر هو فن السلوك المهذب ، والتصرف الراقي .
بينما كلمة إتيكيت كلمة فرنسية تعنى البطاقة التى تلصق على طرد أو زجاجة لتوضح محتوياتها . واصل الكلمة الفعل أى عنوان البطاقات ) قاموس كنز الطالب ( ثم استخدمت هذه الكلمة ) إتيكيت ( للدلالة على البطاقات التى كانت توزع على المدعوين فى القصور الملكية فى فرنسا للتقيد بالتعليمات المدرجة عليها فى حضرة الملك وكبار رجال الحاشية من أمراء ووزراء وكذلك فى المآدب والحفلات الرسمية .
وهكذا أصبحت كلمة إتيكيت تعنى مجموعة الآداب الاجتماعية التى يلتزم بها الأفراد فى تعاملاتهم . أما كلمة ) مراسم، و تشريفات ( فهى مصطلحات عربية، تطلق على مجموعة القواعد والإجراءات التى تتبع فى العلاقات المتبادلة بين المؤسسات، أو التى تسير علاقات الدول وممثليها .
الإتيكيت الإسلامي يعتقد البعض أن قيم البروتوكول والإتيكيت، هي أصلا قيم أوربية، لا علاقة لها بالقيم الإسلامية، وهم يعتقدون أنه خلاصة القيم الأجنبية، والتي غالبا تشمل في مجموعها، ما حرمه الدين الإسلامي، لكن الحقيقة غير ذلك مطلقا .
فماذا لو اطلعنا على بعض آيات الذكر الحكيم ، كما يلي :
• ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ”
• ” يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ”
• ” وإنك لعلى خلق عظيم ”
وما أرسلناك إلا رحمة للعلمين ”
• ” وأنه أضحك وأبكى ”
• "و َلا تَ ْستَوي ا ْل َح َسنَةُ و َلا ال َّسيّئَةُ ۚ ا ْدفَ ْع بال َّ ِتي ِهي أَ ْح َس ُن فَإذَا ال َّ ِذي بَ ْينَ َك وبَ ْينَهُ َعدَاوةٌ ََ ِ َ ِ ِ َ ِ َ َ َك أ ن َّ ه ُ َو ِل ٌّي َح ِم ي ٌم "
أيضا، لو راجعنا بعض أحاديث المصطفى صلوات الله عليه :
• ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ”
• ” أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا “
• ” إذا التقيتم فابدؤوا السلام قبل الكلام ، فمن بدأ بالكلام فلا تجيبوه ”
• يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير ، والصغير على الكبير ”
• "استوصوا بالنساء خيرا"
• في الحديث الشريف :
تبسمك في وجه أخيك صدقة .
ومن التراث الأدبي العربي، قال شاعر النيل حافظ إبراهيم :
• إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
من الخطأ الجسيم أن نحاصر قواعد اللياقة والإتيكيت، في بعض السوكيات التي ترفضها القيم الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، مثل بعض السلوكيات والمشروبات، التي ترفضها القيم الديتية والاجتاعية وأيضا الصحية .
كما أن هناك خطأ شائع أن قيم البروتكول والإتيكيت هي نتاج السلوك الاجتماعي الغربي فن المراسم كان موجودا في مصر القديمة ، • فمن النقوش الموجودة على جدران المعابد، وبعض المخطوطات :
1. مقابلة فرعون مصر لكبير الكهنة
2. استقبال الضيوف الرسميين للدولة
3. اجراءات تشييع جنازة ملك او وزير
• في الدولة الأموية ، الكثير من المراسم المتعلقة بشتى امور الدولة والحكام والوزراء.
• في العصر العباسي، وضع الجاحظ كتاب“ التاج في أخلاق الملوك ” يحتوي :
1. قواعد الدخول على الملوك وتحيتهم ومجالسهم
2. تصرف الضيوف على المائدة
3. مجالس الملك وامارات الذهاب منه
4. آداب رسول الملك، واستقبال الملوك للناس في الأعياد في العصر الفاطمي
• ظهر للمؤرخ العالم ” تقي الدين المقريزي ” ، كتاب ” اتعاظ الخلفاء بأخبار الأئمة الفاطميين ” يتحدث فيها عن :
1. تقاليد الملوك في المناسبات المختلفة
2. مراسم خروج الملك لأداء صلاة الجمعة والعيدين .
في الدولة المملوكية، وضع أبو العباس القلقشندي، رئيس ديوان الانشا كتاب ” صبح الأعشى في صناعة الانشا ” وهو كتاب مراسم ما يعرف الآن باختصاصات ديوان كبير الأمناء. في الأندلس، وضع ابن عبد ربه كتاب ” العقد الفريد ” تناول فيه، أصول الأخلاق وقواعد المراسم المختلفة الخلاصة
مفهوم الاتيكيت يختص بالسلوك الفردي الاخلاقي القويم
مفهوم البرتوكول ، المراسم ، التشريفات يختص بالسلوك الاخلاقي الدولي القويم
تنويه
الدراسة و البحث من تأليف الباحث البروفسير الاستاذ الدكتور محمد فتحي المعداوي
و هي تنشر لأول مرة حصريا على مجلة كاسل الرسالات السماوية
كل حقوق الملكية الفكرية محفوظة