* الشرائع الالهية و أهمية دورها في بناء الانسان *
كاسل الرسالات السماوية Written by  آذار 25, 2021 - 626 Views

الشرائع الالهية و أهمية دورها في بناء الانسان

بقلم  : . عبد المحسن نور. استاذ الحديث بجامعة الازهر
د.محمد احمد محمد استاذ علم الحديث بجامعة الازهر
المقصود بالأديان السماوية الشرائع الإلهية الحق التي نزلت بوحي من رب العالمين
على الأنبياء والرسل الذين اصطفاهم الله لهداية المجتمعات البشرية،
ودعوتها إلى إقرار وحدانية الله وعبادته دون سواه، وطاعته بفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه، من أجل تحقيق سعادة وخير الإنسان في حياته العاجلة والآجلة.

هذه الأديان السماوية تختلف عما عداها من المعتقدات التي ابتدعها الناس نتيجة إحساسهم بالضعف أمام بعض القوى الطبيعية كالسجود للنار، أو نتيجةً لسذاجة عقولهم، وبساطة تفكيرهم، كعبادة الأصنام والأحجار التي لا تضر ولا تنفع.

وحدة الأديان السماوية في المصدر والهدف
إن مصدر الأديان السماوية واحد وهو الله سبحانه وتعالى، فهو الذي شرعها، وهو الذي أوحى بها إلى رسله وأمرهم بتلبيغها، وهو الذي كلّف الناس بالتزامها، والوقوف عند حدودها.

وتظهر الوحدة كاملة وجليّة في هذه الأديان بالنظر إلى أصولها التي قامت عليها.
واعتمدها التشريع فيها، فقد قامت بالأساس على تخصيص العبادة لله وحده دون سواه .
قال تعالى: " وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلا إيّاه (الإسراء: 23)،
وقامت على رعاية المصالح وجلب المنافع ودرء المفاسد بالنسبة لكل الأحوال وإن اختلفت، ولكل الأمم والعصور وإن تمايزت.

وثمة اتفاقٌ في الجملة على الجوانب الحياتيّة من المسائل المتعلّقة بالأخلاق والمعاملات والحدود،
وإن كان هناك اختلافٌ بينها في المفاهيم والأشكال التي يتم بها إقرار هذه الأحوال،
وذلك بالنظر إلى اختلاف ظروف كل أمةٍ واختلاف طبائعها وتنوّع عاداتها،
وتباين مصالحها وحاجاتها، وهذا الاختلاف ليبلوها الله فيما آتاها، وليغريها بالتسابق
إلى فعل الخير، والعمل الصالح لسعادة الناس في دينهم ودنياهم،
قال تعالى: لكلّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمّةً واحدةً
ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون} (المائدة 48).

إن اختلاف المناهج في التشريعات السماوية يراعي الطبيعة الإنسانية في مراحل نموها
ودرجات وعيها، الشيء
الذي جعل هذه التشريعات مرنةً ونائلةّ لقبول ورضا الأمم التي شرعت لها.

ومع وحدة الأديان السماوية في مصدرها وأصولها فهي كذلك واحدة في الهدف والغاية،
وهذا الهدف نابعٌ من عمق الأصول التي اعتمدها، ويرجع بالتالي إلى وحدة العقيدة،
والإيمان وخلوص العبادة له وحده لا شريك له،
قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات: 56).

وقال سبحانه: {وما أمروا إلا ليبعدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة} (البيّنة: 5).

الإسلام والأديان السماوية السابقة: مصدق لما فيها
تتجلى نظرة الإسلام إلى الأديان السماوية السابقة في كونه يؤمن بها،
ويقرر أنها وحي من السماء، ويصدّق ما جاء به هذا الوحي من
تشريعات وأحكام، ويُلزم المسلمين جميعاً الإيمان بها وبالرسل الذين بلغوها. قال تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} (البقرة: 285).

والإسلام انطلاقاً من هذا الإيمان الحق بجميع الديانات والرسل،
ينظر إلى الديانة التوراتية وفق ما جاء في القرآن،
قال تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداءفالحديث النبوي الشريف يوضح أن خاتمة الرسالات هي رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصفها اللّبنة الأخيرة التي أكملت البناء وأتمته، فَهُم – صلوات الله وسلامه عليهم – سلسلة مباركة مختومة بالنبي محمد الله عليه وسلم
وبالله التوفيق
د. عبد المحسن نور. استاذ الحديث بجامعة الازهر
د.محمد احمد محمد استاذ علم الحديث بجامعة الازهر

من نحن

  • مجلة كاسل الرسالات السماوية معنية بتوضيح مفهوم الدين الصحيح السمح الوسطى والمعايشة السلمية وقبول الآخر فى مجتمع واحد متناسق الأطراف  
  • 0020236868399 / 00201004734646
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.